سمعنا كثيرًا عن مصطلح الاستجماتيزم عند أطباء العيون، فهو نوع من مشكلات الإبصار المسببة لتشوش الرؤية. كيف يمكن علاج الاستجماتيزم؟ سنتعرف في السطور الآتية على أهم المعلومات الواردة بشأن هذه الحالة وإجابة أهم الأسئلة عنها.

نبذة عن الاستجماتيزم

تتلخص إجابة سؤال “ما هو الاستجماتيزم؟” فيما يلي:

الاستجماتيزم هو أحد مشكلات الإبصار الشائعة المعروفة بالأخطاء الانكسارية (refractive errors)، والتي ينجم عنها رؤية مشوشة، ويحدث بسبب عدم انتظام سطح القرنية -ذلك النسيج الشفاف الشبيه بنصف الكرة في العينين-، وهذا يعني انكسار الضوء الداخل عبرها إلى العينين بصورة غير طبيعية في عدة نقاط عند سقوطه على الشبكية، مما يسبب تشويش الرؤية.
ويضيف الأستاذ الدكتور أحمد حبيب -استشاري متخصص في جراحات الشبكية والجسم الزجاجي والمياه البيضاء وتصحيح عيوب الابصار بالليزر- أن السبيل الوحيد لكشف وتبيّن درجات الاستجماتيزم هو فحوصات العينين عند الطبيب، ويَنصح دومًا بزيارة الطبيب إذا كنت تعاني من تشويش الرؤية المؤثر في أنشطتك اليومية.

اقرا ايضا: ما هو الاستجماتيزم؟ وكيف يُمكن علاجه؟

كيف يرى مريض الاستجماتيزم؟

يرى من يعاني من الاستجماتيزم الأشياء حوله مشوشة ومشوهة أو ممدودة، ويرجع ذلك إلى انكسار الضوء الداخل في العين في عدة اتجاهات كما أوضحنا في الفقرة السابقة، وترجع شدة تشويش الرؤية إلى درجة الاستجماتيزم التي يعانيها، ما يسبب صعوبات في رؤية تفاصيل ما حوله، مثل صعوبة قراءة العبارات المدونة في الجريدة أو قراءة اللافتات في الشوارع.
ويضيف الدكتور أحمد حبيب إلى الأعراض السابقة احتمالية معاناة مريض الاستجماتيزم أيضًا من رؤية الهالات والوهج حول مصادر الأضواء، وقد ينجم عن تلك الأعراض الصداع والإرهاق وإجهاد العين.
ويوضح الدكتور أحمد حبيب وجود العديد من الأساليب لعلاج الاستجماتيزم، مثل النظارات والعدسات اللاصقة أو عمليات تصحيح النظر في بعض الأحيان.

هل النظارة تعالج الاستجماتيزم؟

نعم يمكن للنظارات والعدسات اللاصقة علاج الاستجماتيزم وتحسين جودة الرؤية، خاصة لذوي درجات الاستجماتيزم المنخفضة أو المتفاوتة تفاوتًا متقاربًا في كلتا العينين.
وبحسب القياس الذي يتبينه الطبيب في أثناء الكشف، تُصمم عدسات النظارة خصيصًا لمعالجة تلك الانكسارات غير الطبيعية، ما يسمح بسقوط الضوء مُركزًا على الشبكية، والسماح برؤية أفضل.

هل يمكن تجنب الاستجماتيزم؟

لا، لا يمكنك تجنب الاستجماتزم، إذ يولد معظم المرضى بهذه المشكلة، وقد يتطور الاستجماتيزم مع الوقت في مراحل النمو، ولذلك نؤكد على ضرورة المتابعة كما وضحنا في الفقرة السابقة لضمان جودة حياة أفضل للطفل فيما بعد.
ويرتفع خطر الإصابة بالاستجماتيزم في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة به، أو بأمراض أخرى في العين مثل القرنية المخروطية، وكذلك في حالات قصر أو طول النظر الشديدة، أو في حالة وجود ندوب في القرنية، أو وجود تاريخ من جراحات العين مثل عملية المياه البيضاء.

كيفية تشخيص الاستجماتيزم

بإمكان الطبيب تشخيص الاستجماتيزم عن طريق فحص العينين الروتيني، وفيما يلي أهم الاختبارات:

اختبار حدة البصر، وهو ذلك الاختبار الذي يوجهك الطبيب فيه للجلوس على مقعد يبعد عن لوحة الرموز بمسافة مدروسة، ثم يسألك عن اتجاهات تلك الرموز.
طبوغرافيا القرنية، وهو اختبار لقياس درجة تحدب القرنية.

علاج الاستجماتيزم

يشير الدكتور أحمد حبيب إلى اختلاف الوسائل العلاجية حسب درجة الاستجماتيزم، فعلى سبيل المثال، لا تحتاج الدرجات البسيطة منه قد إلى تلقّي علاج من الأساس؛ إذ إنها لا تؤثر سلبًا في الرؤية، أما في الحالات الأكثر شدة، فقد تفي النظارات أو العدسات اللاصقة بالغرض، لكن يُنصح بالمتابعة الدورية؛ إذ قد تتغير درجة الاستجماتيزم مع الوقت وتزداد سوءًا.
وأما في الحالات الشديدة، أو في حال تفاوت درجات الاستجماتيزم بدرجة كبيرة بين العينين فقد يقترح الطبيب خضوعك لجراحة تصحيح النظر، ومن الجراحات المتوفرة في مركز الدكتور أحمد حبيب:

الليزك: وهو أشهر عملية لتصحيح الإبصار ويتضمن صنع سديلة أو طيّة في سطح القرنية ورفعها، ثم توجيه شعاع الليزر مباشرة على القرنية لإعادة تشكيلها.
الليزر السطحي PRK: تتضمن هذه العملية توجيه شعاع الليزر على سطح القرنية مباشرة بعد إزالة الطبقة الطلائية فقط دون صنع سديلة.
الفيمتو سمايل: يسلط الطبيب أشعة الليزر على القرنية لفصل طبقاتها، ومن ثم يصنع شقًا صغيرًا في القرنية باستخدام الليزر لإزالة إحدى طبقات القرنية لإعادة تشكيلها.

ينبغي العلم أن هذه الجراحات تحمل بعض المخاطر من العدوى وجفاف العين وحساسية الضوء، وينصح بمناقشة الطبيب عن مميزاتها وعيوبها بالتفصيل.

متى يُنصح بزيارة الطبيب؟

يشدد الدكتور أحمد حبيب على أهمية زيارة طبيب العيون في حالة كانت الأعراض تؤثر في أنشطتك اليومية والقدرة على الإنتاجية وإتمام المهام، حيث يتبين الطبيب درجة الاستجماتيزم التي تعانيها، ثم يبلغك بالخيارات العلاجية المطروحة بناءًا على ذلك.
أما بالنسبة للأطفال، فننصحك بالالتزام بالزيارات الروتينية لطبيب العيون، خاصة في سن ما قبل المدرسة، أو كل عامين.

متى ينصح بالخضوع للفحوصات الروتينة للعينين؟

دائمًا ما تجد أطباء العيون ينصحون بالخضوع لفحوصات العين الدورية لتبين مشكلات الإبصار، مثل الاستجماتيزم وأمراض العيون بصفة عامة مبكرًا، وفيما يلي بعض المدة التي يُنصح تكرار الفحص فيها في المراحل العمرية المختلفة:

الأطفال: فحص العينين للرضع في كل زيارة متابعة، وفحص العينين كل عام أو عامين في سن المدرسة.
البالغين الأقل من سن الـ 40: كل بضعة سنين.
ما بين سن 40 – 55: ما بين كل عامين إلى 4 أعوام.
أكبر من 55 عام: ما بين سنة إلى ثلاث سنوات.

ملحوظة: هذه الفترات ليست ثابتة، إذ تختلف بين كل شخص وآخر حسب حالته، كما أنها تخص الفحص الروتيني فقط، إذ توجد زيارات أخرى يحددها الطبيب في حال وجود مشكلة في العينين.

اقرا ايضا: سبب عدم الرؤية بوضوح.. أشهر أمراض العيون التي تؤثر على جودة الإبصار

هل للاستجماتيزم مضاعفات؟

قد يؤدي إهمال علاج الاستجماتيزم إلى بعض المضاعفات مثل كسل العين إذا كانت درجته قوية في عين مقارنة بالعين الأخرى، كما أن الاستجماتيزم قد يسبب إجهاد العين والصداع المزمن.
وفي الختام، نلخص المقال في أن الاستجماتيزم من مشكلات الإبصار الشائعة، ويمكن علاجه عن طريق ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة، أو الخضوع للجراحة. تواصل مع مركز الدكتور أحمد حبيب لفحص عينيك الآن عن طريق الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.