هل سد شريان الشبكية يسبب العمى؟
مرضى السكر وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول هم الأكثر عرضة للإصابة بمشكلة سد شريان الشبكية ، فهل تُسبب تلك المشكلة الإصابة بالعمى؟ وما هي أسباب سد الشريان وأعراضه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟
ما هي شبكية العين؟
شبكية العين طبقة رقيقة من الخلايا العصبية تُبَطِن الجزء الخلفي من العين، ويعمل نسيج الشبكية على تحويل أشعة الضوء الساقطة عليها إلى إشارات كهربائية تصل إلى الدماغ عبر العصب البصري لتكوين صورة واضحة للأجسام التي ننظر إليها. والشبكية مثلها كمثل باقي أنسجة الجسم يصل إليها إمداد دموي لنقل الدم من وإلى الشبكية.
تحصل الشبكية على تغذيتها عن طريق الآتي:
- شريان الشبكية الذي ينقل الدم المحمل بالأكسجين من القلب إلى الشبكية لتغذيتها، وله نوعان: الشريان الرئيسي (المركزي)، والشريان الفرعي.
- وريد الشبكية الذي ينقل الدم غير المحمل بالأكسجين من الشبكية إلى القلب كي يأخذ دورته الطبيعية ويَتَحَمَل بالأكسجين خلال عملية التنفس، وله نوعان أيضًا: الشريان الرئيسي، والشريان الفرعي.
ما هو سد شريان الشبكية؟
سد شريان الشبكية يعني وقف التدفق الدموي عبر الشريان المغذي للشبكية، سواء كان الشريان الرئيسي أو الفرعي، نتيجة تَكَوُن جلطة تسد مجرى الدم في الشريان. ويؤدي وقف الإمداد الدموي لشبكية العين إلى تلف أنسجتها، وفقدان البصر الجزئي أو الكلي.
سد شريان الشبكيه هو واحد من امراض شبكية العين التي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا خلال الساعات الأولى بعد تَكَوُن الجلطة لتفادي الإصابة بفقدان البصر.
أسباب سد شريان الشبكية
غالباً ما تكون جلطة شريان الشبكية جزءًا مُفتتًا من جلطة وعائية كبيرة انتقل عبر تيار الدم ووصل إلى شريان الشبكية. وللتذكرة، الجلطة تتكون نتيجة تَجَمُع الكوليسترول وبعض خلايا الدم على جدار الشريان مما يعوق تدفق الدم خلاله.
عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض سد شريان الشبكية
تتسبب مجموعة من العوامل في زيادة تُزيد فرصة الإصابة بانسداد شريان الشبكية لدى بعض الأشخاص دون غيرهم، لعل أهمها إصابة المريض بأحد الأمراض الآتية:
- مرض الشريان السباتي.
- تصلب الشرايين.
- أمراض صمامات القلب.
- أورام القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- داء السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- التهاب الشريان ذي الخلايا العملاقة (الشريان الأورطي).
- مرض فقر الدم المنجلي، وهو أحد أمراض الدم الوراثية، خلاله تظهر كرات الدم الحمراء منجلية الشكل بدلاً من شكلها الكروي الطبيعي، مما يزيد من لزوجة الدم ويُضعف تدفقه، فتزيد احتمالية تَكَوُن الجلطات.
- تشوهات الصفائح الدموية.
وتُسهِم بعض العوامل الإضافية في إصابة الأفراد بسد شريان الشبكية، والتي تتضمن:
- التقدم في العمر: ينتشر مرض سد شريان الشبكية بين من تخطوا الستين عاماً.
- النوع (الجنس): الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض سد شريان الشبكية.
- تناول موانع الحمل الفموية.
أعراض سد شريان الشبكية
غالبًا ما يشكو المريض -أثناء زيارته لطبيب العيون المُختص- فقدان الرؤية المفاجئ في أحد العينين غير المصحوب بألم، ولذلك الفقدان نمطان، وهما:
- فقدان جزئي في الرؤية الناتج عن إصابة شريان الشبكية الفرعي، والذي تُصاحبه بعض الأعراض الأُخرى، مثل:
- فقدان القدرة على الرؤية الجانبية.
- الرؤية الضبابية أو المشوهة.
- ظهور نقاط عمياء في مجال الرؤية.
- ظهور عوائم تُعيق مجال الرؤية (الذبابة الطائرة)، وفي تلك الحالة يشعر المريض وكأن هناك ذباب يطوف في مجال رؤيته، وهي ظاهرة تنتج عن تَجَمُع الدم والسوائل داخل الجسم الزجاجي في العين.
- فقدان كلي للرؤية.
مضاعفات سد شريان الشبكية
عدم تلقي العلاج خلال الساعات الأولى من تَكَوُن الجلطة يُعرض المريض للإصابة بالعديد من المضاعفات الخطيرة، ومنها:
- الإصابة بالعمى.
- ارتشاح مركز الابصار ، ويعني تَجَمُع السوائل والبروتينات تحت البقعة الصفراء في مركز الشبكية المسؤولة عن الرؤية الدقيقة للأشياء، ما يؤدي إلى تورمها، وفقدان الرؤية المركزية.
- نمو أوعية دموية جديدة تتصل بالشبكية كرد فعل تأقلمي من الجسم لوقف الإمداد الدموي إليها، ما يُزيد من خطر الإصابة بانفصال الشبكية.
طرق علاج سد شريان الشبكية
تعتمد طرق علاج سد شريان الشبكية تعتمد على إذابة الجلطة خلال الساعات الأولى بعد تَكَوُنها، أو الحد من أضرار تلك الجلطة على الشبكية قدر الإمكان، وتتضمن الطرق العلاجية الآتي:
- تدليك العين: يُدلك الطبيب الجفن محاولةً منه لتحريك الجلطة وإخراجها من الشريان.
- تناول الأدوية التي تعمل على توسعة الشرايين، والتي تعمل على توسعة شريان الشبكية وتحريك الجلطة بعيداً، بالإضافة إلى قدرة تلك الأدوية على إذابة الجلطات.
- استنشاق الأبخرة: قد يصف الطبيب بخاخة للاستنشاق تحتوي على خليط من ثاني أكسيد الكربون والأكسجين، بهدف زيادة اتساع شريان الشبكية وإزاحة الجلطة.
- العلاج الجراحي: إجراء دقيق يهدف إلى فَتْح مسار الشريان، وهو إجراء يحمل الكثير من المخاطر، ولا يفيد في معظم الأحيان.
طرق الوقاية
دومًا ما نقول: “الوقاية خير من العلاج”، فتجنب الإصابة بسد شريان الشبكية أسهل كثيرًا من علاجه، مثله كمثل مُختلف الأمراض، لذلك ينصحنا الدكتور أحمد حبيب -استشاري جراحات الشبكية والجسم الزجاجي والمياه البيضاء وتصحيح عيوب الإبصار بالليزر- باتباع الآتي:
- زيارة الأطباء المُختصين دوريًا عند الإصابة بأي من الأمراض المزمنة التي تزيد من من فرص الإصابة بمرض سد شريان الشبكية، مثل: مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول أغذية صحية متنوعة تتضمن الفواكه والخضروات والحبوب والدهون غير المشبعة.
- الإقلاع عن التدخين.
تَسعد عيادة الدكتور أحمد حبيب باستقبال استفساراتكم كل ما عليكم فعله هو التواصل معنا الان، ونذكركم بأن العيون تُمثل إحدى أعضاء الجسم الحساسة التي تستدعي استشارة المختصين فور إصابتها بأي مشكلة. دمتم بخير.
اقرا ايضا:
تجربتي مع انفصال الشبكية
علاج اعتلال الشبكية السكري بالليزر
علاج تليف الشبكية