كل يوم تتعرض العين إلى العديد من المخاطر التي تهدد وظيفتها الأساسية، وهي الإبصار، ومن أبرز تلك المخاطر: الأكسدة، فما هي الأكسدة؟
وهل هي تَقرُب لذلك المصطلح الذي درسناه سابقًا في المراحل التعليمية المختلفة؟ وكيف نساهم في تقوية عصب العين ضد هذا الخطر؟

خطورة الأكسدة.. وضرورة تقوية عصب العين ضدها

لا يمكن للمرء أن يعيش دون عنصر الأكسجين، فالحياة لا تكتمل دونه سواء للنباتات أو الحيوانات،
وبلا شك تعتمد حياة الإنسان على وجود هذا العنصر في الهواء.
من خلال عملية التنفس التي يقوم بها الإنسان -في كل لحظة- تنتقل ذرات الأكسجين من الهواء المحيط بالفرد إلى الرئتين، ومن ثَم إلى الدم، حتى تصل في النهاية إلى خلايا الجسم متناهية الصغر.
تعتمد حياة خلايا الجسم على وجود عنصر الأكسجين، الذي يدخل في الكثير من العمليات الحيوية داخله، وعدم توفر الأكسجين بالكمية الكافية يدفع الجسم إلى التنفس لا هوائيًا، ما يدعم تَكَوُن حمض اللاكتات، وهو حمض يتراكم في العضلات، ويسبب الشعور الشديد بالألم.
وعلى الرغم من الفائدة العظيمة لعنصر الأكسجين فقد يصبح -في بعض الأحيان- خطرًا على بعض أعضاء الجسم، خاصةً العين.
وتنشأ هذه الخطورة جراء تَكَوُن الجزيئات الحرة (Free radicals) -التي يطلق عليها البعض اسم الجذور الحرة- الناتجة عن تفاعل الأكسجين في الجسم لتكوين الطاقة، خلال عملية تسمى بعملية الأكسدة.


إذن فعملية الأكسدة تعني تفاعل عنصر الأكسجين مع خلايا الجسم بما يتسبب في خروج جزيئات حرة غير مستقرة (الجذور الحرة)، الأمر الذي يؤدي إلى إلحاق الضرر بخلايا جسم الإنسان وتدمير حمضها النووي (DNA)، فيما يُعرف باسم الإجهاد التأكسدي.
في وضع الجسم الطبيعي تحاول أنسجته التغلب على الجذور الحرة والتخلص منها عبر مواد تعرف باسم المواد المضادة للأكسدة (Antioxidants)، وعندما نقص كمية المواد المضادة للأكسدة من الجسم يزيد من خطورة التأثير الضار للجذور الحرة.
ينطبق نفس الوضع على العين، فأنسجة العين تحاول التخلص من الجذور الحرة باستخدام المواد المضادة للأكسدة بهدف تقوية عصب العين وأجزائها المختلفة، وإن لم تستطع فعل ذلك، فإنها تصير عرضةً للإصابة بالأمراض المختلفة، مثل انفصال الشبكية.

هل وسائل تقوية عصب العين قادرة على منع أضرار الأكسدة؟

تقوية عصب العين


إنّ الوسائل المستخدمة في تقوية عصب العين تهدف إلى زيادة المواد المضادة للأكسدة في الجسم ومنع تراكم الجذور الحرة،
بالتالي فهي فعّالة في حماية العين من الأمراض الخطيرة التي قد تمنعها من أداء وظيفتها على النحو المطلوب،
وهذا ما أثبتته بعض الدراسات المنشورة في عام 1996 ميلاديًا.
مع ذلك قد يصعب تلافي كل أخطار الجذور الحرة طوال الحياة، فمع تقدم عمر الفرد يزيد معدل تَكَوُن الجذور الحرة في الجسم، وتنخفض نسبة المواد المضادة للأكسدة.

 سبل تقوية العصب البصري ضد مخاطر الأكسدة والجذور الحرة

تتوفر المواد المضادة للأكسدة في الأطعمة الصحية التي نتناولها، لهذا فإن أولى وسائل تقوية عصب العين ضد الأكسدة هي تناول الطعام الذي يحتوي على العناصر الغذائية التالية:

  • حمض ألفا ليبويك (Alpha Lipoic Acid): يعتبر حمض الليبويك من المواد المضادة للأكسدة قوية التأثير،
    كما يدعم تأثير المواد المضادة للأكسدة الأخرى، مثل فيتامين (ج) وفيتامين (هـ)، ويحتاج الفرد إلى جرعة تتراوح ما بين 150 مج إلى 300 مج من هذا الحمض يوميًا.
  • الكركمين (Curcumin): تمتلك مادة الكركمين القدرة على محاربة الأكسدة وتقوية عصب العين وحمايته من الالتهاب.
  • الأنثوسيانين (Anthocyanin): تتوفر مادة الأنثوسيانين في التوت والباذنجان والجزر، وتمتلك تلك المادة قدرة كبيرة على تحسين البصر. 
  • مجموعة فيتامينات (B)، مثل: الثيامين وحمض الفوليك. 
  • فيتامين (هـ).
  • فيتامين (ج).
  • السيلينيوم.
  • النحاس.
  • الزنك.

ليس الطعام وحده هو الذي يمكنه إمداد الجسم بالمواد المضادة للأكسدة، فقد يحصل الفرد على نصيبه من هذه المواد عبر تناول أقراص المكملات الغذائية أو الحقن المركّزة التي تحتوي على هذه العناصر بكميات كبيرة تفوق النسب الموجودة في الطعام.

تقوية العصب البصري بوسائل أخرى غير الطعام

هناك العديد من الطرق التي يمكن الاستعانة بها لتقوية عصب العين ضد الإصابة بالأمراض، ومن أبرز تلك الوسائل: 

  • تعزيز التدفق الدموي في العين، والذي يُسهِم في إمداد العين بالعناصر الغذائية الضرورية والأكسجين.
  • الحفاظ على ضغط العين الطبيعي ومنع زيادته، وذلك عبر المتابعة الطبية والخضوع لفحوصات العين دوريًا.

هل تقوية اعصاب العين بديل عن العلاج؟

هناك أوقات محددة نلجأ فيها لسبل الوقاية، وفي بعض الأحيان يحتاج المرضى إلى الحصول على العلاج مباشرةً؛
إن المرء المعافى الذي لا يعاني من أي مرض يُصيب عينيه عليه أن يهتم بصحتهما،
ويتبع طرق تقوية عصب العين السابقة عبر تناول الطعام الصحي المفيد، وممارسة الرياضة لتحسين الدورة الدموية في الجسم.
أما إذا كانت العين مصابة بمرض ما فلا فائدة من اتباع وسائل الوقاية وحدها، والأحرى أن يحصل المريض على العلاج المناسب لمرضه.
مثال توضيحي: إذا افترضنا إصابة أحد المرضى بانفصال في شبكية العين،
فهو يرغب في التخلص من المشكلة تمامًا، لذلك ينبغي أن يستشير طبيب العيون المختص لمعرفة الوسيلة العلاجية التي تناسب حالته.
بينما يُعَد بحث ذلك المريض عن وسائل الوقاية من أمراض الشبكيةأمرًا خاطئًا.

إذن ما نرغب في توضيحه للمريض، أن الوقاية خير من العلاج، لهذا يجدر بك الاهتمام بوسائل تقوية عصب العين واتباعها طالما ما زالت عينيك في عافية وسلام. ويتمنى فريق عمل الدكتور أحمد حبيب دوام السلامة للجميع.

اقرا ايضا :
علاج تلف العصب البصري

علاج ثقب شبكية العين بالليزر
كيفية حقن العين لعلاج الشبكية