في السنوات الأخيرة أصبح جهاز ارجون ليزر عيون جزءًا أساسيًا من ترسانة طبيب العيون المتخصص، خصوصًا في مجال أمراض الشبكية . هذا الجهاز لا يُستخدَم لمجرد “حرقات بالليزر” كما يعتقد البعض، بل هو أداة دقيقة للغاية تهدف إلى حماية الشبكية، وإيقاف تقدم المرض، والحفاظ على ما تبقى من القدرة البصرية قدر الإمكان.

ومع انتشار مرض السكري ، ازدادت الحاجة إلى استشاري شبكية  يمتلك خبرة عملية واسعة في استخدام هذا النوع من الليزر، مثل الدكتور أحمد حبيب استشاري جراحات الشبكية والجسم الزجاجي افضل دكتور شبكية فى مصر، ومحاضر في طب وجراحة العيون، والمتخصص في علاج أمراض قاع العين باستخدام أحدث تقنيات الليزر والجراحة الدقيقة.

 

ما هو جهاز ارجون ليزر عيون؟

جهاز ارجون ليزر عيون هو جهاز يعتمد على أشعة ليزر ذات أطوال موجية محددة (غالبًا في الطيف الأزرق والأخضر)، تُمتص بشكل انتقائي من أنسجة معينة داخل العين، خاصة صبغة الميلانين والهيموجلوبين داخل الأوعية الدموية في الشبكية.

هذه الخاصية تمنح طبيب الشبكية القدرة على:

  • تركيز الطاقة الحرارية في نقاط شديدة الدقة داخل قاع العين

  • إحداث “تخثير” (Photocoagulation) مدروس في الأوعية أو النسيج الشبكي

  • إيقاف التسريب من الأوعية الدموية أو تثبيت الشبكية في مكانها

  • العمل في بيئة مجهرية حساسة دون التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة قدر الإمكان

يتم توصيل الليزر عادة من خلال عدسة خاصة توضع على العين، مع رؤية مكبرة لقاع العين تسمح للطبيب بتوجيه كل نبضة ضوئية في موضعها بالملليمتر.

 

كيف يعمل جهاز ارجون ليزر عيون داخل العين؟

الآلية الأساسية لـ جهاز ارجون ليزر عيون تعتمد على مبدأ بسيط في الفيزياء الطبية:
الطاقة الضوئية تتحوّل إلى طاقة حرارية عند امتصاصها من أنسجة معينة، فتُحدِث تخثيرًا دقيقًا ومدروسًا.

بصورة مبسطة:

  1. يحدد الطبيب منطقة الهدف في الشبكية أو الزاوية أو القزحية.

  2. يضبط شدة الليزر، مدة النبضة، وحجم البقعة الضوئية بما يناسب الحالة.

  3. تُطلَق نبضات صغيرة من الليزر، يمتصّها النسيج المستهدف، فتُحدِث “علامات” دقيقة تشبه نقاط التخثير الحراري.

  4. هذه العلامات تؤدي إلى:

    • إغلاق الأوعية المسربة

    • تقليل نمو الأوعية غير الطبيعية

    • تقوية التصاق الشبكية بالطبقة التي تحتها

    • تحسين تصريف السائل داخل العين في بعض أنواع الزرق

بهذه الآلية، يتحول جهاز ارجون ليزر عيون إلى أداة علاجية تحفظ بنية الشبكية وتمنع تدهورًا أكبر في الرؤية.

 

أهم استخدامات جهاز ارجون ليزر عيون في أمراض الشبكية

يُعَد مجال الشبكية وقاع العين هو الاستخدام الأوسع والأشهر لـ جهاز ارجون ليزر عيون، ومن أبرز الحالات التي يُستخدَم فيها:

١. اعتلال الشبكية السكري

في المراحل المتقدمة من اعتلال الشبكية السكري، قد تظهر:

  • أوعية دموية جديدة هشة فوق الشبكية

  • تسريب شديد من الأوعية

  • نزيف داخل الجسم الزجاجي

يُستخدَم جهاز ارجون ليزر عيون هنا في:

  • العلاج البؤري أو الشبكي (Focal/Grid Laser) لإغلاق نقاط التسريب حول البقعة الصفراء

  • العلاج بالليزر الشامل للشبكية (Panretinal Photocoagulation) لتقليل نمو الأوعية الجديدة وتقليل خطر النزيف والانفصال الشبكي

هذا النوع من الليزر لا يعيد ما فُقد من البصر، لكنه يقلل خطر فقدان المزيد ويحافظ على ما تبقى من القدرة البصرية عند استخدامه في التوقيت الصحيح.

٢. انسداد أوردة الشبكية وأمراض الأوعية

بعض حالات انسداد الأوردة في الشبكية تؤدي إلى:

  • نزيف وانتفاخ في الشبكية

  • نمو أوعية غير طبيعية تزيد من خطر النزيف أو الزرق الوعائي

يمكن لجهاز ارجون ليزر عيون أن:

  • يعالج المناطق التي تعاني من نقص التروية

  • يقلل من نمو الأوعية غير الطبيعية

  • يساعد على استقرار حالة الشبكية على المدى الطويل

٣. ثقوب وتمزقات الشبكية

عند اكتشاف ثقب أو تمزق في الشبكية قبل حدوث انفصال كامل، يمكن أن يكون الليزر هو خط الدفاع الأول:

  • يحيط الطبيب منطقة التمزق بحلقات من النبضات الليزرية

  • تُحدِث هذه النبضات التحامًا قويًا بين الشبكية والطبقة التي تحتها

  • بذلك تُمنَع السوائل من المرور خلف الشبكية وتُقلَّل احتمالية حدوث انفصال شبكي

في هذه المرحلة المبكرة، قد يكون التدخل بالليزر كافيًا لتفادي عملية جراحية كبرى لاحقًا.

٤. بعض أمراض مركز الإبصار (البقعة الصفراء)

في بعض الأنواع المختارة من أمراض البقعة الصفراء التي يصاحبها تسريب محدد بعيد عن مركز الإبصار، يمكن استخدام جهاز ارجون ليزر عيون لوقف التسريب، بعد تقييم دقيق بالفحوصات المقطعية والوعائية. يتم ذلك وفق قواعد صارمة لتجنّب أي ضرر لمركز الإبصار نفسه.

 

كيف يتم التحضير لجلسة ارجون ليزر للعين؟

قبل البدء في استخدام جهاز ارجون ليزر عيون على الشبكية أو الزاوية، يمر المريض بعدة خطوات أساسية:

  1. فحص شامل للعين

    • قياس حدة الإبصار

    • قياس ضغط العين

    • فحص العدسة والقرنية

    • تقييم قاع العين بالتوسيع لرؤية الشبكية بالتفصيل

  2. إجراء الفحوصات المساعدة عند الحاجة

    • تصوير قاع العين

    • التصوير المقطعي للشبكية (OCT)

    • تصوير الأوعية بالفلورسين في حالات مختارة

  3. شرح الخطة العلاجية
    يوضح الطبيب للمريض:

    • الهدف من استخدام الليزر

    • عدد الجلسات المتوقعة

    • ما يمكن التنبؤ به من نتائج

    • ما هي الحدود الواقعية للتحسن أو الاستقرار

  4. التحضير للجلسة

    • وضع قطرات لتوسيع الحدقة في حالات الشبكية

    • أو قطرات مخدّرة وقطرات مخفضة لضغط العين في حالات الزرق حسب البروتوكول

    • وضع عدسة خاصة على العين أثناء الجلسة لتمكين الطبيب من التركيز بدقة

الجلسة نفسها غالبًا ما تكون قصيرة نسبيًا، ويشعر المريض أحيانًا ببعض اللمعان أو وخز بسيط، لكن لا ينبغي أن يكون هناك ألم شديد، وإذا حدث، يتم تعديل الإعدادات فورًا.

 

ما بعد جلسة جهاز ارجون ليزر عيون: ماذا يتوقع المريض؟

بعد استخدام جهاز ارجون ليزر عيون قد يلاحظ المريض:

  • بعض الضبابية المؤقتة في الرؤية لعدة ساعات

  • إحساسًا خفيفًا بعدم الراحة أو حُرقة بسيطة

  • حساسية طفيفة من الضوء خلال نفس اليوم

يوصي الطبيب غالبًا بـ:

  • استخدام قطرات مضادة للالتهاب لفترة محددة

  • الاستمرار على أدوية الضغط أو السكر حسب تعليمات الأطباء المعالجين

  • تجنب فرك العين أو التعرّض لضربات أو مجهود شاق خلال أول يوم أو يومين

الأهم من الجلسة نفسها هو المتابعة المنتظمة؛ حيث يقوم الطبيب في الزيارات التالية بـ:

  • قياس ضغط العين في حالات الزرق

  • تقييم الشبكية من جديد ومقارنة الصور السابقة باللاحقة

  • تحديد الحاجة إلى جلسات إضافية أو الاكتفاء بما تم

 

مزايا جهاز ارجون ليزر عيون مقارنة بالحلول الأخرى

يمكن تلخيص أهم المزايا التي يقدمها جهاز ارجون ليزر عيون في النقاط التالية:

  • إجراء غير جراحي:
    لا توجد شقوق جراحية، ولا حاجة للدخول إلى غرفة عمليات كبرى في كثير من الحالات، مما يقلل من مخاطر التخدير والمضاعفات الجراحية.

  • دقة عالية في استهداف الأنسجة:
    يسمح للطبيب بالتركيز على نقاط محددة جدًا في الشبكية أو الزاوية دون الإضرار بالمناطق السليمة.

  • إمكانية الدمج مع علاجات أخرى:
    يمكن الدمج بين الليزر والحقن داخل العين، أو الأدوية، أو حتى الجراحة عند الحاجة، ضمن خطة علاجية متكاملة.

  • الحفاظ على ما تبقّى من الرؤية:
    الهدف الأساسي لليزر ليس إعادة العين إلى ما كانت عليه قبل المرض في كل الحالات، بل إيقاف التدهور، ومنع حدوث مضاعفات أخطر مثل النزيف أو الانفصال الشبكي أو فقدان الرؤية المركزي.

 

لماذا اختيار استشاري شبكية مثل الدكتور أحمد حبيب لاستخدام جهاز ارجون ليزر عيون؟

استخدام جهاز ارجون ليزر عيون ليس مجرد الضغط على زر، بل هو قرار علمي دقيق يعتمد على:

  • تقييم نوع المرض ومرحلته

  • اختيار نمط الليزر المناسب (الشبكي البؤري، الشبكي الواسع، التربيكولوپلاستي…)

  • تحديد الجرعة، وعدد النبضات، ومكان توزيعها

  • معرفة متى يكون الليزر كافيًا، ومتى يجب الانتقال إلى الحقن أو الجراحة

هنا يبرز دور استشاري الشبكية والجسم الزجاجي مثل الدكتور أحمد حبيب الذي يجمع بين:

  • خبرة أكاديمية كـ محاضر في طب وجراحة العين

  • تخصص دقيق في جراحات الشبكية والجسم الزجاجي، بما يشمل علاج مضاعفات السكري على العين، وانفصال الشبكية، والنزيف الزجاجي

  • خبرة عملية في التعامل مع الحالات المعقدة التي تحتاج للجمع بين الليزر والحقن والجراحة ضمن خطة واحدة متكاملة

في عيادة متخصصة بأمراض الشبكية  يصبح جهاز ارجون ليزر عيون أداة فعّالة جدًا عندما توضع في يد طبيب يعرف متى يستخدمها، وكيف يوظفها لصالح المريض، وما حدودها الواقعية.

 

نصائح للمرضى قبل وبعد علاج العين بجهاز ارجون ليزر

لضمان أفضل استفادة من جهاز ارجون ليزر عيون، يمكن للمريض اتباع مجموعة من النصائح العملية:

  • ضبط السكر والضغط والدهون بانتظام، لأن أمراض الأوعية في الشبكية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهذه العوامل.

  • الالتزام بجميع مواعيد المتابعة، حتى لو شعر المريض بتحسن، لأن بعض مشكلات الشبكية والزرق تتطور في صمت.

  • إبلاغ الطبيب فورًا عند ملاحظة أي تغيّر حاد في الرؤية، مثل ظهور ستارة سوداء، أو زيادة مفاجئة في العوائم، أو ألم شديد في العين.

  • عدم إيقاف الأدوية أو القطرات من تلقاء النفس بعد جلسة الليزر دون مراجعة.

  • الحفاظ على نمط حياة صحي قدر الإمكان، بما في ذلك الإقلاع عن التدخين، لأن تأثيره على الأوعية الدقيقة في الشبكية لا يُستهان به.

 

الخلاصة

جهاز ارجون ليزر عيون من أهم الأدوات التي غيّرت طريقة التعامل مع أمراض الشبكية . دوره ليس سحريًا ولا يغني عن المتابعة المبكرة، لكنه:

  • يوقف نزيف الشبكية وتسريب الأوعية في كثير من حالات اعتلال الشبكية السكري

  • يثبت الشبكية ويمنع الانفصال الكامل في حالات الثقوب والتمزقات

  • يساعد على خفض ضغط العين في بعض أنواع الزرق

  • يحافظ على ما تبقّى من القدرة البصرية عندما يُستخدم في التوقيت الصحيح وبالجرعة المناسبة

الاختيار الحقيقي ليس بين “ليزر أم لا”، بل بين خطة علاجية متكاملة يقودها استشاري شبكية  ذو خبرة، وبين ترك المرض يتقدم بلا مقاومة.
وجود طبيب مثل الدكتور أحمد حبيب، المتخصص في جراحات الشبكية والجسم الزجاجي واستخدام تقنيات الليزر الحديثة، يمنح المريض فرصة أفضل لفهم حالته، واتخاذ قرار مدروس، والسير في طريق علاجي واضح يهدف إلى حماية نعمة البصر لأطول فترة ممكنة بإذن الله.