أنواع المياه البيضاء في العين
كيف تؤثر مختلف أنواع المياه البيضاء في العين وجودة الرؤية؟
حسبما أكدت الإحصائيات العلمية، فإن مرض المياه البيضاء سبب رئيسي لإصابة الأشخاص بمشكلات الرؤية، والمياه البيضاء مرض يُصيب عدسة العين الشفافة فيجعلها ضبابية مما يتسبب في تراجع مستوى الرؤية وجودتها.
ورُغم تَعدُد أنواع المياه البيضاء في العين واختلاف أسبابها، يظل التدخل الجراحي الدقيق هو الحل الوحيد لاستعادة أفضل جودة للرؤية، والخطوة الأولى التي تُمهد الطريق للمريض لممارسة الأنشطة اليومية دون معيقات.
اقرا ايضا: طريقة عملية المياه البيضاء وأهم المعلومات عنها
أُسس تصنيف أنواع المياه البيضاء في العين
يقوم تصنيف أنواع المياه البيضاء في العين على عاملين أساسين يتمثلان في تشخيص أسباب الإصابة الرئيسية، والموضع الذي تعتريه العتامات في عدسة العين.
أبرز الأنواع بحسب أسباب المياه البيضاء
صنفّ المعهد القومي للعيون بالولايات المتحدة (National Eye Institute at U.S) مرض المياه البيضاء إلى خمسة أنواع فرعية طبقًا لسبب الإصابة الرئيسي على النحو الآتي:
المياه البيضاء الخلقية (Congenital cataract)
قد يولد بعض الأطفال مصابين بالمياه البيضاء نتيجة وجود عيوب خلقية في عدسة العين، وتظهر تلك العيوب نتيجة تعرض الأم لبعض عوامل الخطر في أثناء فترة الحمل -كالتخدين مثلًا-، أو بسبب عوامل وراثية تؤدي إلى انتقال المرض بين أفراد الأسرة الواحدة.
الكتاركت الشيخوخي (Senile cataract)
أكدّ موقع المعهد القومي للعيون بالولايات المتحدة أن الكتاركت الشيخوخي أكثر أنواع المياه البيضاء في العين انتشارًا بين المرضى، ويعود سبب اقتران هذا المرض بالشيخوخة إلى أنّ عدسة العين تفقد شفافيتها ومرونتها تدريجيًا كلما تقدّم الفرد في العمر.
المياه البيضاء الناتجة من الإصابات (Traumatic cataract)
تؤدي الإصابات القوية المُباشِرة في العين إلى زيادة خطر الإصابة بالمياه البيضاء، فالتعرّض لمثل تلك الإصابات يتسبب في تلف عدسة العين أو المحفظة المُحيطة بها، الأمر الذي يُسبب زيادة خطر الإصابة بالمياه البيضاء.
الكتاركت الإشعاعي (Radiation cataract)
قد يُصاب بعض الأشخاص بالمياه البيضاء نتيجة تعرضهم المستمر لأشعة الشمس فوق البنفسجية أو العلاج الإشعاعي المُستخدم في علاج السرطان.
المياه البيضاء الثانوية (Secondary cataract)
قد تُصيب المياه البيضاء الأشخاص كأحد المضاعفات المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل داء السكري.
وحسبما أوضحت الدراسات التي بحثت ماهية العلاقة بين مرض السكري والمياه البيضاء، فإن مرضى السكري أكثر عرضةً للإصابة بالمياه البيضاء بمرتين إلى خمس مرات مقارنةً بالأشخاص الأصحاء نظرًا لما يسببه هذا المرض من تغيّرات في طبقات العين (بما فيها العدسة).
إضافةً لما سبق، قد تنتج الإصابة بالمياه البيضاءالثانوية من الخضوع المُسبق لجراحات العيون، مثل: عمليات انفصال الشبكية، أو من الاستخدام المفرط لقطرات العين المحتوية على مادة الكورتيزون.
أنواع المرض طبقًا لمكان تَكَوّن العتامات في عدسة العين
تُصنف أنواع المياه البيضاء في العين طبقًا لجزء العدسة الذي تعتريه العتامات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تُصيب المياه البيضاء النووية (Nuclear cataract) الأشخاص عندما تتكون العتامات في نواة عدسة العين (أي مركزها)، أما المياه البيضاء القشرية (Cortical cataract) فهي النوع الذي يؤدي إلى إعتام قشرة العدسة وحوافّها.
تأثير مختلف أنواع المياه البيضاء في العين وجودة الرؤية
تؤدي المياه البيضاء -بمختلف أنواعها- إلى تغيّرات في جودة الرؤية، فيرى المصابون بهذا المرض صورتين مكررتين للجسم الواحد (حالة تسمى ازدواجية الرؤية)، ويعانون ضعفًا في مستوى الرؤية الليلية، ويرون وهجًا يُحيط بمصادر الإضاءة.
ومع تطور مسار المياه البيضاء المَرَضي وتفاقم درجة إعتام العدسة، يرى أولئك المرضى الأشياء بألوان شاحبة (باهتة) من حولهم، ويُغطي اللون الأصفر مجال رؤيتهم، وفي الحالات شديدة التقدّم تظهر نقطة بيضاء أو رمادية في حدقة العين (البؤبؤ).
وينبغي العلم أن بعض أنواع المياه البيضاء تُسبب تغيّرات إيجابية مؤقتة في الرؤية، فالمياه البيضاء النووية تسبب تحسنًا مؤقتًا في جودة الرؤية من المسافات القريبة (تحديدًا عند القراءة).
ولتفادي تطور تلك الأعراض والتغيرات، ينبغي التوجه للطبيب من أجل تحديد الموعد المناسب لإجراء عملية في العين، فالتدخل الجراحي هو العلاج الوحيد لهذا المرض.
اقرا ايضا: تعرف على أهم اعراض المياة البيضاء في العين واسبابها
هل عمليات المياه البيضاء تتطلب تنفيذ خطوات جراحية مُعقدة؟
خلال القرون الماضية أجرى الأطباء عمليات المياة البيضاء عبر استخدام المشارط الجراحية وإجراء شقوق كبيرة في العين، ولكن بفضل تطور الأدوات الجراحية صارت تلك العمليات تُجرى بمساعدة أجهزة الليزر الحديثة وأجهزة الموجات فوق الصوتية التي تعمل على تفتيت العدسة المُعتمة ومن ثمّ سحبها من العين بسهولة لتركيب عدسات أخرى صناعية تحل محلها وتؤدي وظيفتها.
ولقد طوّر العلماء العدسات الصناعية (IOL) المُستخدمة في جراحات الكتاركت، فتمكنوا من تطوير عدسات متعددة البؤر تُسهم في رفع كفاءة رؤية المرضى على مستوى المسافات القريبة والبعيدة، وتحت مختلف ظروف الإضاءة، وهو ما يسمح لهم بالاستغناء التام عن النظارات الطبية بعد الجراحة.